الحمية مولدة الكيتون
الحمية المستخدمة فى علاج حالات الصرع المستعصية عند الأطفال
تعريفها
يقصد به غذاء يحتوى على نسبة عالية من الدهون, ونسبة كافية من البروتينات ونسبة قليلة من الكربوهيدرات.
بدايتها
بدأت فكرة هذا الغذاء فى العشرينات الميلادية ليشابه التغيرات الكيميائية الحيوية المصاحبة للجوع والحرمان من الطعام . حيث قد لوحظ أن الحرمان من الطعام والإعتماد فقط على الماء لمدة من عشرة إلى عشرين يوما يؤدى إلى تحسن كبير فى حالات الصرع المستعصى.
فمثلاً فى حالات مرض السكرى لا يستفيد الجسم من السكريات ويتم حرق الدهون والتى تنتج بدورها المركبات الكيتونية, ولهذا فقد صمم غذاء يحتوى على نسبة قليلة من الكربوهيدرات لا تكفى لمد الجسم بالطاقة فيلجأ الجسم إلى حرق الدهون فى الغذاء الكيتونى وتنتج مركبات كيتونية , ولقد ورد حديثاً أبحاث كثيرة تفيد أن مثل هذا النوع من الغذاء مفيد فى بعض حالات الصرع المستعصى عند الأطفال.
دور الغذاء الكيتونى فى علاج الصرع المستعصى
هناك دراسات عديدة سريريه أظهرت أن من 41% - 95% من الأطفال الذين عولجوا بهذا الغذاء تحسنت نسبة الصرع لديهم بنسبة أكثر من 50% هذا فيما بين عامي 1920 و 1930 م ولكن بعد ظهور دواء الفينوتوين قل وغيره استعمال الغذاء واعتمد الأطباء على أدوية الصرع. ثم عاد الاهتمام بهذا النوع من العلاج أى ( الغذاء الكيتونى) في السنوات الأخيرة ففي عام 1998م أجريت دراسة على مراكز متعددة لمئة وخمسين طفلاً يعانون من الصرع المستعصي وعولجوا بالغذاء الكيتونى وقلت لديهم التشنجات . أثبت أن الغذاء الكيتونى عندما يستعمل بطريقة صحيحة فإن له تأثير جيدا على نسبة تحسن التشنجات.
ماهو الغذاء الكيتونى بالتحديد؟
هذا الغذاء محسوب بدقة ومصمم بطريقة معينة وموزونة وهو يتكون من :
· أربعة أجزاء من الدهون (زبدة , قشطة , زيوت نباتية )
· جزء واحد بروتين وكربوهيرات ( لحم أو فول +أرز أو بطاطس ).
· سعرات حرارية محددة حسب حاجة المريض ووزنه ويقصد بها زيادة أو نقص الوزن حتى يصل المريض إلى الوزن النموذجى لعمره .
· فيتامينات وأملاح معدنية مضافة حتى يتجنب المريض فقدان هذه العناصر الهامة والإصابة بنقص الفيتامينان أو الملاح .
هل هذا الغذاء متقبل من الأطفال ؟
نعم وحتى الكبار يفضلونه لأنه سوف يسيطر على الصرع كما أنه جذاب ومشبع , الكيتونات عادة تسبب فقدان الشهية وقد استمر على هذا الغذاء العديد من الأطفال ونسبة من استمر لمدة عام كامل حوالى 83% .
أما أسباب عدم الإستمرار على هذا الغذاء فهى غالباً عدم حدوث سيطرة تامة أو مرضية على الصرع وهذاالغذاء عادة لا يوصف إلا الذين يعانون من الصرع المستعصى والذى فشلت فى علاجه جميع أنواع أدوية الصرع.
وقد تمت أيضاً صياغة غذاء مناسب للأطفال الرضع يحتوى على الغذاء الكيتونى , بل وحتى النباتيين تم عمل صيغة غذائية مناسبة لهم وكذلك الأطفال الذين يعانون من حساسية حليب البقر.
هل هناك خطر أن يعانى الأطفال من السمنة أو يصابوا بتصلب الشرايين ؟
حيث أن السعرات الحرارية محسوبة جيداً فإن الأطفال لن يتعدوا الوزن الطبيعى وإذا كان وزنهم فوق الطبيعى فسوف تكون السعرات الحرارية أقل بطبيعة الحال .
أما عن الكوليسترول وتصلب الشرايين فقد وجد أن هؤلاء الأطفال يعانون من إرتفاع الكوليسترول إلى معدل مستوى 210 ونتائج هذا الزيادة الطفيفة أقل من خطر التشنجات المتكررة.
ما هي آلية عمل هذا الغذاء في علاج الصرع المستعصي؟
الآلية الدقيقة غير معروفة حتى الآن ولكن وجد أن هناك نسبة طردية بين زيادة الكيتونات في الدم مثل بيتاهيدروكس وبيوتاريت ونسبة تحسن الصرع والحد الأدنى لهذه المادة في الدم ينبغي أن يكون على الأقل 4 مم , وهذا يحدث الحموضة والجفاف اللازمين للسيطرة على الصرع
إلى متى يلزم الاستمرار على هذه الحمية الغذائية ؟
أقل مدة 3 أشهر وإذا رغب الأهل ترك هذا الغذاء فيتم ذلك بالتدريج من القشدة إلى الحليب العادي , ثم إلى حليب منزوع الدسم وهكذا وأطول مدة استمر طفل على هذه الحمية الغذائية وصلت خمسة عشر شهرا وبدون اضرار تذكر.
هل سيتوقف الطفل عند أخذ العلاج لو استعمل الغذاء ؟
74% إلى أكثر من النصف من الأطفال استطاعوا تقليل الأدوية وبعضهم أستغني عن العلاج بالأدوية تماماً.
متى يستعمل الغذاء ؟
فقط في حالات الصرع المستعصي عندما تفشل الأدوية
ما هي الأضرار الناتجة عن استخدام هذا الغذاء ؟
تتلخص أهم الأثار السلبية للحمية الغذائية فى الأمور التالية علماً أنها لا تحدث عند كل الأطفال ومن الممكن تلافى هذه الأثار إذا إستعملت الحمية تحت إشراف طبيب مختص وفى حالات معينة وهى حالات الصرع المستعصى الذى لا يستجيب للعلاج الدوائى :
· نقص الأملاح والفيتامينات والمعادن
· حصى الكلى10% من الأطفال
· السمنة عند الأطفال وزيادة الكوليسترول.
· حموضة الدم
التشنجات الحرارية
ما المقصود بالتشنجات الحرارية؟
هي تشنج الجسم نتيجة ارتفاع درجة الحرارة يفقد خلالها الطفل الوعي وتتيبس أطرافه أو تنتفض عضلاته لعدة دقائق.
هل هذه التشنجات شائعة بين الأطفال؟
نعم هي شائعة جداً حيث يصاب بها طفل بين كل 52 طفلا و تصيب غالباً الأطفال بين عمر 6شهور و أربع سنوات.
هل تسبب التشنجات الحرارية تلف المخ أو الصرع؟
لا، فمع أن هذه التشنجات قد تكون مخيفة إلا أنها لا تسبب تلف المخ أو الصرع، حتى النوبات الطويلة نادرا ما تحدث تلفا.ومن بين كل الأطفال المصابين فإن 97% لا يحدث لهم صرع في المستقبل إذا فالغالب أن الطفل سوف يكون طبيعيا بإذن الله.
هل تتكرر النوبات؟
لسوء الحظ تتكرر التشنجات الحرارية تقريبا لدى نصف الذين يصابون بها لأول مرة ولا تعتبر النوبات المتكررة هذه صرعا كما أن الطفل سوف يجتاز مرحلة الاستعداد للتشنج مع بلوغه سن 3-4 سنوات.
ما الخطوات الواجب اتباعها عند حدوث نوبة التشنج؟
لا يوجد شئ يجعلك تقصر زمن النوبة ولكن هناك أمورا معينة يجب أن تضعها في الاعتبار وهي:
1- يجب أن تحتفظ برباطة جأشك ولا يفزعك المنظر. اطمئن فإن الطفل غير مشرف على الوفاة بإذن الله.
2- اجعل الطفل مستلقيا على سطح ناعم على الجانب الأيسر.
3- لا تربط الطفل ولا تضع شيئا في فمه لمنع الاختناق.
4- إذا كانت مدة نوبة التشنج لأكثر من عشر دقائق خذ الطفل فورا إلى أقرب طبيب أو مستشفى حيث أن هناك أدوية من الممكن أن توقف التشنجات .
5- لو طالت النوبة لأكثر من عشر دقائق خذ الطفل فورا إلى أقرب طبيب أو مستشفى حيث أن هناك أدوية من الممكن أن توقف التشنجات.
6- انتبه أثناء قيادة السيارة لأن تأخرك دقائق قليلة لن يضيع فرصة العلاج لكنه يؤمن لك السلامة.
هل يمكن منع حدوث النوبات؟
1- الانتباه المستمر لدرجة حرارة الطفل لن يكون مفيدا لمنع التشنجات حيث أنه في بعض الأحيان تكون التشنجات هي المؤشر الأول لارتفاع درجة الحرارة.
2- الأدوية الخافضة للحرارة تعطي الطفل مزيدا من الراحة.
3- سوف يخبرك الطبيب عن الجرعة المناسبة من علاج خافض الحرارة (أسبرين أو تايلينول) وعن كيفية استعمال كمادات الماء.
4- هناك فئة قليلة من الأطفال تحتاج إلى علاج يومي مستمر لمنع تكرار النوبات. إذا كان العلاج ضروريا سوف يبحث الطبيب ذلك معكم.
5- حاول دائما أن لا تترك هذه النوبات أي أثر في مجرى حياتك أو علاقتك بطفلك.
تذكر دائما أن طفلك لم يصب بأي تغير ،لذا دع حياتك تستمر كالمعتاد.